تجنيس الأخطبوط بول

قد تكون فكرة حسنة لو أن اي دولة تبادر إلى تجنيس الأخطبوط بول الذي يتواجد حالياً في حوض «أكواريوم سي لايف» بمدينة أوبرهاوزن الألمانية، واختار أمس الأول - أمام عدسات المصورين - الطعام الموجود في مكعب زجاجي ألصق عليه علم إسبانيا وتجاهل الخاص بهولندا. وبالنسبة لمباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في البطولة التي جرت أمس السبت، اختار ألمانيا على حساب أورغواي وهو ما تحقق فعلاً.

وبحسب وكالات الأنباء، فقد اجتذب الأخطبوط - الذي أضحى نجماً عالمياً خلال بطولة كأس العالم الحالية بجنوب إفريقيا - الأنظار بعدما أصابت آخر توقعاته في مباراة المنتخب الألماني ضد نظيره الإسباني، حيث أصبحت صوره وأخباره متداولة في كل شاشات التلفزيون والصحف العالمية. وسبق للأخطبوط أن توقع فوز المنتخب الألماني في مبارياته مع أستراليا وغانا وإنجلترا والأرجنتين وهزيمته أمام صربيا، وهو ما حدث بالفعل.

وذكرت تقارير إعلامية ساخرة أن الأخطبوط تلقى «تهديدات بالقتل» عبر البريد الإلكتروني تلقاها المسئول عن الإشراف عليه بعد خروج ألمانيا من نصف النهائي، واقترح كثير من الألمان قلي أو شوي الأخطبوط وتحويله إلى سلطة مأكولات بحرية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أمس خبراً ساخراً آخر قالت فيه إن الأخطبوط بول أعرب عن امتنانه لرئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو الذي أبدى استعداده لإرسال فريق لحمايته نظراً لأنه ليس سعيداً للغاية بردود أفعال الألمان إزاء تنبؤاته بخروجهم أمام إسبانيا في دور نصف النهائي .

على أي حال، وبما أننا شغوفون باجتذاب «الكفاءات» المتوافرة في مختلف أنواع المخلوقات، فإن «الأخطبوط بول» سيكون إضافة قوية للنسيج البحريني الجديد، وسوف يكون مفيداً جداً في الانتخابات المقبلة، وسوف يخبرنا بالمعلومات المخفية عن الناس، والتي يفترض أن يعرفوها ليمارسوا حقهم السياسي.

ولكن المشكلة أن الأخطبوط بول عمره الآن سنتان ونصف، وهو بذلك - بحسب الأعمار التي تتمتع بها هذه المخلوقات البحرية - قد وصل إلى سن الشيخوخة ومن المتوقع أن يموت قبل نهاية العام الجاري،وعليه فإنني أتنازل عن المطالبة بتجنيسه والاكتفاء بما لدينا من أخطبوطات.

*نقلاً عن "الوسط" البحرينية